المصدر : جريدة الاهرام 17/5/2018
كتب ــ إسماعيل جمعة ــ شادى عبدالله زلطة :
أكد الرئيس عبدالفتاح السيسى أن ما تم إنجازه خلال السنوات الأربع الماضية مجرد خطوة على الطريق، وقال، خلال افتتاح المؤتمر الوطنى الخامس للشباب أمس، إن المؤتمرات الشبابية تمثل فرصة كبيرة من أجل مصر، للتحاور ومناقشة القضايا التى تشغل المواطن. وأشار إلى أنه افتقد هذا المؤتمر الذى تأخر ثلاثة أشهر بسبب ظروف الانتخابات الرئاسية، مؤكدا أن هذا المؤتمر هو الأخير فى فترته الرئاسية الأولى.
وقال الرئيس تعقيبا على كلمات المتحدثين بالجلسة إن المعارضة جزء من الدولة، وإن أحد أهداف هذا المؤتمر هو إعطاء الفرصة لأن نستمع للأصوات المختلفة، وقال إن المعارضة هى الصوت الآخر الذى يجب أن نسمعه بهدف وضع حلول للمشكلات التى تواجه الدولة، مشددا على أن هذا هو الوضع السليم إذا كانت المعارضة لديها وعى كامل وصورة صحيحة عن حجم التحديات التى تواجه الدولة سواء فى الاقتصاد أو فى الأمن أو غيرهما من التحديات، أما إذا كانت الصورة غير مكتملة فلن يكون الطرح منضبطا.
وأشار الرئيس إلى أن هناك خيطا رفيعا بين النوايا السليمة، والأغراض الهدامة. وطالب بأن نتحرك بحذر وألا تدفعنا نوايانا السليمة إلى التحرك نحو الهدم، وقال إنه يجب علينا ونحن نعارض أن نضع مصلحة البلد نصب أعيننا، وأن هناك دولا كانت النوايا لدى معارضيها سليمة، إلا أن النتائج كانت كارثية، وأنه يخشى أن تؤدى الاحتجاجات الواسعة إلى أزمة لا يدرك من يقومون بها عواقبها. وضرب الرئيس مثلا بالسياحة قائلا إنه يجب أن يكون هناك استقرار كبير فى الدولة لجذب المزيد من السائحين الذين لن يأتوا بالتأكيد فى ظل عدم وجود استقرار.
وأكد الرئيس أن الحياة السياسية فى مصر ليست متردية، وأنها شهدت تطورات كبيرة خلال القرون الثلاثة الأخيرة لم يكن أحد يتصور حدوثها، ، وأن كل 100 عام كانت الحياة السياسية بمصر تشهد تطورا كبيرا يمثل تطور الدولة بالكامل، إلا أن السنوات العشر الأخيرة شهدت تسارعا غير مسبوق فى تطور الحياة السياسية والحزبية فى مصر.
وقال الرئيس إنه إذا كانت الديمقراطية هى أن من يفوز بالأغلبية مهما تكن بسيطة هو الذى يحكم، فإن من يتخلف عن المشاركة فى مثل هذا الاستحقاق سواء الناخبون أو الأحزاب يجب ألا يلوم من يفوز، ولكن يلوم نفسه وحزبه الذى تخلف عن تأدية واجبه.
وأكد الرئيس أن الحياة السياسية تهدف إلى وجود كيانات حزبية قادرة على دفع الدولة الى الأمام وتطويرها وتحويلها إلى دولة كبيرة وقوية، وقال إنه يرى أن وجود ممثلين عن 8 أو 9 أحزاب فى البرلمان هو عمل إيجابى. وطالب بعدم التعجل وألا يكون الطموح جامحا، وبأن يكون تحرك الدولة نحو تطوير الحياة السياسية بتؤدة ودون تعجل، من خلال تجهيز كوادر شبابية قادرة على قيادة الدولة فى ظل التحديات المحلية والإقليمية والدولية التى تواجهها.
وأبدى الرئيس موافقته على وجود لجنة تنسيقية بين الأحزاب والأجهزة التنفيذية بالدولة. وطالب بتحديد موعد لانتخابات المحليات، مشيرا إلى أن الدستور الجديد كان يتطلب وجود قوانين جديدة لا تتعارض معه. وقال إنه يجب أن ندفع بالشباب وتمكينهم من المحليات إذا كنا نريد القضاء على الفساد.
وفى مداخلة خلال الجلسة الثانية للمؤتمر تحت عنوان «هنكمل الحكاية..رؤية شبابية للدولة المصرية للأربع سنوات القادمة»، أكد الرئيس وجود فارق كبير بين المسار المعرفى النظرى والبيانات التى يتم طرحها أكاديميا وخصوصية التجربة المتمثلة فى ظروف الدولة.
وأوضح الرئيس أن إجراءات الإصلاح وتحقيق الأهداف معروفة ولكن يتمثل التحدى فى كيفية تنفيذها بالتزامن مع ظروف دولة مثل الدولة المصرية، مشيرا على سبيل المثال إلى قطاع السكك الحديدية والمترو، مؤكدا أن كل البيانات المالية الخاصة بهذا القطاع تؤكد أهمية تطويره.
وحول تحدى النمو السكاني، أكد الرئيس أنه أحد أهم التحديات التى تواجه الدولة على مدى زمنى كبير ولم تنجح الدولة المصرية فى إقناع المواطنين بضبط النمو السكانى.
وقال إنه لو لم يتحقق معدل نمو 7.5% فلن يشعر المواطنون بتأثير النمو ، مضيفا أن تحقيق ذلك يحتاج إلى جهد مشترك بين الدولة والمواطنين.
وكشف الرئيس عن أن معدل النمو الحالى 5.4% خلال الربع الثالث من العام المالى الحالى، مشيرا إلى أنه لا يمكن تحديد معدل النمو فى عام 2022 بدقة نتيجة عدم توافر بيانات كاملة. كما كشف عن انخفاض معدل البطالة إلى 10.6% العام الحالى من 13.6% العام الماضى.
وتطرق الرئيس إلى ملف مترو الأنفاق، مشيرا إلى أن الدولة وفرت اشتراكات للطلاب وكبار السن وذوى الاحتياجات، فى الوقت الذى تكلف فيه التذكرة الواحدة الدولة ما يقرب من 15 جنيها.
وكشف الرئيس عن أن وزير النقل طلب 30 مليار جنيه كضرورة قصوى لرفع كفاءة خط حلوان وإلا سيخرج الخط من الخدمة.
وأكد الرئيس أنه لم يكن هناك خيار آخر سوى رفع تكلفة تذكرة مترو الأنفاق، قائلا: «لو لم أتخذ هذه القرارات فلن يتخذها أى شخص آخر ..البلد لازم تبقى بلد وتم وضع خطة لرفع كفاءة كافة القطاعات».
وفيما يتعلق بالتأهيل لسوق العمل، أكد أن الدولة حريصة على توفير تعليم جيد منتقدا تصدى البعض لتطبيق الإستراتيجية الجديدة التى وضعها وزير التربية، والتعليم الدكتور طارق شوقى، مؤكدا أن استراتيجية التعليم الجديدة خضعت لدراسات مستفيضة وليست للتجريب على الطلاب.
وخلال الجلسة المخصصة للرد على أسئلة المواطنين قال الرئيس إنه لو لم تحدث الإصلاحات، كانت المشكلات الاقتصادية ستتراكم أكثر، وأضاف: لا أسعى إلى شعبية زائلة، بل أسعى إلى أمانة المسئولية التى سأقف بها أمام الله.